Site icon الراصد الإخباري

“بكالوريا هذه السنة للجميع إلا لمن أبى”!

جنة يعقوبي – محررة بموقع الراصد 

كل التبريرات التي قدمتها وزارة التربية الوطنية عن أسباب خفض معدل النجاح في شهادة البكالوريا استثناء، إلى تسعة من عشرين، بدت غير مقنعة بالنسبة لعامة الناس، فإلى زمن قريب تشبّث الجزائريون بـ”قدسية” هذه الشهادة فمن غير المعقول أن يعيش الطلبة سنة دراسية مبتورة ثم تمنحهم الوزارة عتبة دراسية تختصر المقرّر في بعض الدروس، وتُنهي “كرمها” بإنزال المعدل إلى حدود التسعة، وهي “التسعة” التي حرمت على مدار سنوات الملايين من الطلبة من بلوغ الجامعة الجزائرية.

قبلنا على توقيف موسم كروي يتقاضى فيه بعضُ اللاعبين مرتبات تقارب النصف مليار سنتيم شهريا لأنَّ أموال كل الأندية هي من خزانة الدولة الذين هم في عطلة منذ 8 أشهر وقبلنا كل التسهيلات التي قُدِّمت للعمال الذين لم يعملوا، حتى صار البعض يتمنى أن تتواصل عواصف الجائحة مادامت شهورُها راحة مدفوعة الأجر، وجميعا نعلم بأن الأستاذة الذي منعتهم كورونا من التعليم النظامي درّسوا بطرقهم الخاصة، وساقة سيارات الأجرة وأصحاب المحلات مارسوا في الخفاء وأحيانا في العلن نشاطاتهم لكن أن تدخل “العاطفة” إلى ميدان العلم، ونتحجّج بالحجر الذي لم يُحترم إطلاقا من عامة الناس، فذاك الذي زلزل من تبقى من متشبّثين بالعلم كطريق وحيد لأجل بلوغ الجزائر الجديدة التي سنبقى نحلم بها إلى آخر نفس.

كل الدراسات الاستشرافية تؤكد بأن سنوات الجفاف ستكون عسيرة جدا بعد انقضاء جائحة كورونا، ولن ينجو من تداعياتها إلا الذين شمّروا على سواعدهم وضحُّوا بالكثير من الضروريات وليس الكماليات فقط، وكلما عرف الناس وزن الخطر، تمكنوا من معالجته، أما أن نمنح طلبة البكالوريا “هديّة” في زمن كورونا، فسنربط فرحة عمرهم بالفاجعة ويظنون حينها بأن القاعدة هي فوائدهم مع مصائب بقية الأقوام.

قد ينسى أي جزائري تاريخ ميلاده أو زواجه، ولكنه أبدا لن ينسى تاريخ حصوله على شهادة البكالوريا، فهو يربطها بالزمان وبالمكان وبالأحداث التي حصلت في تلك الأيام، ومن المؤلم أن يقول بعد عمر طويل: “حصلت على البكالوريا في زمن كورونا.. عفوا بفضل كورونا”!

Exit mobile version