بوجدور (مخيمات اللاجئين الصحراويين) – شكك مسؤول التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو، خاطري أدوه، يوم الاثنين، في إمكانية ذهاب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، بعيدا في مهمته، إلا في حال تدخل أممي صارم لوضع حد لاستهتار النظام المغربي.
و أوضح خاطري ادوه في ندوة صحفية, عقدها ليقدم حوصلة عن زيارة دي ميستورا لمخيمات اللاجئين الصحراويين, أنه “يشك و يتأسف لأن المبعوث الاممي الشخصي لن يذهب بعيدا في استمرار البحث عن حل سلمي وعادل للقضية الصحراوية, إلا إذا واجه هو ومجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل صارم الموقف المتلاعب والمستهتر للنظام المغربي”.
و أشار إلى سعي المغرب الدائم إلى فرض شروطه على المبعوثين الأمميين الشخصيين و”حتى الأمين العام الحالي”, وذلك في تحديد شكل أو كيفية المساعي, وحتى شكل المفاوضات “على أساس انه يريد تمرير مقاربته التي تتنافى تماما مع الشرعية”.
و استبعد أدوه أن يكون هناك في القريب العاجل مواعيد جديدة للمفاوضات “بسبب استمرار المغرب في التلاعب, ومواصلة أصدقائه في دعمه”.
و عن عدم زيارة دي ميستورا للأراضي الصحراوية المحتلة, قال عضو أمانة جبهة البوليساريو: “لا نرى أن المبعوث الأممي الشخصي بإمكانه تغطية كافة اهتماماته بالقضية الصحراوية, دون أن يزور المناطق المحتلة, لأن الأخيرة هي الجانب الأساسي من اهتمامات الأمم المتحدة, حيث إنها مسؤولة عن الإقليم وهناك توجد قيادة بعثة الأمم المتحدة في تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية”.
و شدد في هذا الصدد, على أن “كل عمل تقوم به الأمم المتحدة يستثني الأراضي المحتلة ووضع شعبها في الأراضي المحتلة سيكون ناقصا”.
و بشأن زيارة دي ميستورا إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين, اعتبر عضو جبهة البوليساريو أنها كانت فرصة من أجل دعوة المجتمع الدولي والرأي العام الدولي ل”تسليط الأضواء على الجزء المظلم من معاناة الشعب الصحراوي, ويتعلق الأمر بواقع مواجهة القمع والانتهاكات المختلفة لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية”.
و بعد زيارة دي ميستورا الى المنطقة, اعتبر مسؤول التنظيم السياسي في جبهة البوليساريو أن “الفرصة سانحة لننطلق من جديد مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة من اجل استرجاع عملية سياسية ذات مصداقية لوضع حد لهذا المشكل الذي طال”.
و في السياق, ذكر أن الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة يعاني من الحصار والإغلاق والقمع وهتك الحرمات, إلى جانب تواجد عشرات الصحراويين في دهاليز السجون المغربية, وحصار مئات العائلات في منازلها, ومعاناة الكثير من الناشطات والنشطاء يوميا من المضايقات والانتهاكات المختلفة.
و لفت المتحدث إلى أن كل الجوانب الإنسانية التي وقف ولم يقف عليها دي ميستورا “هي تجليات لمأساة حقيقية عن الاحتلال والضم بالقوة والتشريد وحالة الحرمان”.
و أبرز أن النظام المغربي و أصدقاءه “كانوا دائما يحاولون الجعل من المساعدات الإنسانية ورقة ابتزاز, ويسعون إلى التقليل من المساعدات واقتطاع التمويل الخاص بمساعدة اللاجئين, في محاولة لجر الصحراويين للتنازل عن موقفهم الوطني, لكن الشعب الصحراوي أظهر انه ليس لاجئ خبز ولا مساعدات, و إنما هو يكافح ويناضل ويقاتل ويضحي ويجاهد من اجل حقه المشروع في الحرية والاستقلال”.