الإفتتاحيةالحدث

الذكرى 64 لاحداث ساقية سيدي يوسف: حرص الجزائر على أن تحظى العلاقات بين الجزائر وتونس بالخصوصية والتميز

أشرف الوزير الأول، وزير المالية، السيد أيمن بن عبد الرحمان، اليوم الثلاثاء بالكاف (تونس)، رفقة رئيسة الحكومة التونسية، السيدة نجلاء بودن، على إحياء الاحتفالات المخلدة الذكرى ال64 لأحداث ساقية سيدي يوسف.

وبهذه المناسبة، ترحم السيد بن عبد الرحمان ورئيسة الحكومة التونسية، على ضحايا أحداث ساقية سيدي يوسف بالنصب التذكاري المخلد لها، كما تمت قراءة فاتحة الكتاب.

وفي إطار هذه الاحتفالات، قام الوزير الأول وزير المالية، والوفد المرافق له، بزيارة معرض للصور والوثائق التاريخية التي تخلد هذه الذكرى التي امتزجت فيها دماء الشعبين الجزائري والتونسي ببلدية ساقية سيدي يوسف.

 وبالمناسبة تحادث الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، اليوم الثلاثاء بالكاف (تونس)، مع رئيسة الحكومة التونسية، نجلاء بودن.

وجرت هذه المحادثات على هامش إشراف السيد بن عبد الرحمان، مناصفة مع رئيسة الحكومة التونسية على الاحتفالات المخلدة للذكرى ال64 لأحداث ساقية سيدي يوسف يوم 8 فبراير 1958.

وتناول الطرفان خلال هذه المحادثات واقع وآفاق تطوير العلاقات الثنائية، خصوصا فيما يتصل بتنمية المناطق الحدودية بين البلدين.

كما أكد الوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، يوم الثلاثاء بالكاف (تونس)، حرص رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على أن تحظى العلاقات الثنائية بين الجزائر وتونس ب”الخصوصية والتميز”.

وقال السيد بن عبد الرحمان، في كلمة له بمناسبة الذكرى ال64 لأحداث ساقية سيدي يوسف: “إن وجودي بينكم للاحتفال بالذكرى المخلدة لهذه الملحمة البطولية إنما هو بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي يحرص على أن تحظى علاقتنا بالشقيقة تونس بالخصوصية والتميز لما يجمع البلدين من وشائج أخوة وحسن جوار وتاريخ ومصير مشتركين”.

وتابع قائلا: “وقد عبر عن هذه الإرادة الصادقة التي تطبع التعاون بين الجزائر وتونس، رئيسا البلدين بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الرئيس تبون، إلى بلده الثاني تونس، يومي 15 و16 ديسمبر 2021، والتي كللت بالتوقيع على عدد هام من الاتفاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتوجت بإعلان قرطاج الذي يرسم معالم طموحة للرقي بعلاقاتنا”.

وفي هذا السياق، أشار السيد بن عبد الرحمان إلى أن “نتائج هذه الزيارة الرئاسية ستتبلور أكثر في الاستحقاقات الثنائية القادمة، لاسيما اجتماع اللجنة الكبرى المشتركة الجزائرية-التونسية، وهذا بغية الارتقاء معا بمستوى التعاون الثنائي إلى مصاف شراكة فعالة ومتضامنة، تكون في مستوى تطلعات شعبينا الشقيقين، ومبنية على أهداف التكامل والاندماج، وفق ما تقتضيه متطلبات الحاضر ورهانات المستقبل”.

“ولعل من أبرز هذه الأوليات –يضيف الوزير الأول– التي ستكون بلا شك موضوع تشاور وتنسيق مستمرين بين حكومتينا، هي تحقيق التنمية والتكامل بين المناطق الحدودية الجزائرية والتونسية، عبر وضع تصورات جديدة وبعث مشاريع تنموية مبتكرة من شأنها أن تكون أكثر واقعية وتعود بالمنفعة المتبادلة والمشتركة لسكان هذه المناطق”.

واستطرد أنه “مثلما امتزجت دماؤنا بالأمس في سبيل الحرية والكرامة، ها هي جهودنا ومساعينا تتكاتف اليوم لبناء علاقات تعاون خاصة واستثنائية بين الجزائر وتونس”.

و عبر السيد بن عبد الرحمان بالمناسبة، عن “عميق ارتياحه” لما تم تحقيقه معا “في هذا المسعى النبيل، ولما آلت إليه العلاقات الثنائية، التي تستحق أن تكون –مثلما قال– نموذجا يحتذى به في التعاون والتفاهم وحسن الجوار، وحجر أساس متين لبناء فضاء إقليمي متجدد يكون أكثر اندماجا ونجاعة، لاسيما في ظل محيط إقليمي ودولي تتسارع فيه الأحداث وتتعاظم فيه المخاطر والتحديات التي منها ما يستهدف أمن واستقرار منطقتنا على وجه الخصوص”.

وبهذه المناسبة، أعرب أيضا عن غبطته لتواجده ب”هذه المنطقة المجاهدة التي امتزجت على أديمها دماء الشعبين الجزائري والتونسي، لنحيي معا الذكرى ال64 لأحداث ساقية سيدي يوسف الخالدة، ونستحضر بكل إكبار وإجلال التضحيات الجسام لشهدائنا الأبرار والملاحم النضالية التي صنعوها من أجل التحرر من نير الاستعمار واستعادة الاستقلال”.

وذكر أنه “في مثل هذا اليوم من عام 1958، أبى الشعبان الجزائري والتونسي إلا أن يسجلا صفحة خالدة من تاريخهما المشترك، ليصنعا فيها أعظم وأبهى صور التلاحم والتآزر دفاعا عن قيم الحرية والكرامة، في قناعة تامة أن قوة وعمق الروابط التي تجمع بلدينا وشعبينا هي أكبر من أن تنالها غطرسة المستدمر وعنجهيته الظالمة”.

وفي هذا السياق، أكد السيد بن عبد الرحمان أن هذه الأحداث “برهنت للعالم أجمع آنذاك عن همجية الاستعمار الفرنسي ووحشية أساليبه وسياساته القمعية تجاه الشعوب التي تتوق للتحرر والانعتاق و أسهمت في لفت انتباه الرأي العام العالمي إلى ما وصلت إليه الثورة الجزائرية من تنظيم وقوة، ومدى نجاحها في إرباك المستعمر الذي سخر كل إمكانياته العسكرية لإخماد نارها”.

وخلص إلى القول: “ستظل تضحيات شهدائنا الأبرار الذين سقطوا في هذه المجزرة الوحشية مصدر إلهام للأجيال القادمة، تستلهم منه معاني الأخوة والتضامن والتعاضد، وتستقي منه الدوافع والمحفزات في تعزيز عرى التعاون بين بلدينا الشقيقين”، مجددا “إرادة الجزائر القوية” و”عزمها الثابت” على ترسيخ ما يجمع البلدان من أخوة وتآزر وتعزيز أواصر التعاون الثنائي في شتى الميادين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى