نظمت وزارة الطاقة والمناجم، ومجمع سونارام، أمس الخميس بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة، حفلا بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لتأميم المناجم والسابعة والخمسين لتأسيس الشركة الوطنية للأبحاث والاستغلال المنجمي “سونارام”.، تحت شعار “مناجم الجزائر- كنوز باطنية لطموحات استراتيجية”.
وشهدت هذه الاحتفائية حضور السيد مدير ديوان السيد الوزير الأول وعدد من السيدات والسادة الوزراء الى جانب كبار المسؤولين في الدولة، بالإضافة الى عدد من السيدات والسادة نواب البرلمان بغرفتيه وكذا السيدات والسادة رؤساء الهيئات والمنظمات الوطنية والسادة الولاة والسيدات والسادة الرؤساء المدراء العامون لبعض المؤسسات الوطنية والأجنبية والعديد من الشخصيات الوطنية وخبراء واطارات من القطاع المنجمي.
سعت وزارة الطاقة والمناجم، من خلال هذه المناسبة، أن تسترجع مع هذا الجمع الكريم استعراض أهم المحطات التاريخية ومسيرة سونارام التنموية، بدءا من حدث تأميم المناجم وتأسيس الشركة الوطنية للأبحاث والاستغلال المنجمي “سونارام”.، وانتهاءا بالمشاريع التطويرية التي تم إنجازها، أو تلك التي ينتظر استلامها في إطار استراتيجية القطاع للنهوض بالقطاع المنجمي، وفقا لتوجيهات وتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
كما شكلت مراسم الحفل مناسبة لتكريم عدد من قدامى عمال سونارام عرفانا لمجهوداتهم المبذولة خلال مسيرتهم المهنية التي ساهموا فيها بشكل مشرف في بناء وتطوير قطاع المناجم، وتوقيع فروع المجمع المنجمي سونارام، بالمناسبة، على ثلاث اتفاقيات مع مجموعة من الشركات الأجنبية، في إطار تطوير القطاع المنجمي وتجسيد المشاريع الخاصة بها في سياق رفع القدرات الإنتاجية للقطاع، وتخص الاتفاقية الأولى بين كل من شركة فيرال والشركة الصينية “سينو ستيل” لبناء أول وحدة لمعالجة خام الحديد، بقدرة معالجة تصل إلى 4 مليون طن، وتتعلق الاتفاقية الثانية بتلك الموقعة بين مصنع معالجة الزنك والرصاص ببجاية بواد اميزور تالة حمزة مع الشركة الاسترالية تيرامين، فيما تخص الاتفاقية الثالثة انشاء شركة مشتركة لبناء وحدة لمركزات خام الحديد بين شركة توسيالي وشركة فيرال.
كما وتخلل هذا الحدث عدة نشاطات متنوعة أهمها إصدار النسخة الأولى من الطوابع البريدية المخلدة للذكرى، وتنظيم معرض عن مختلف الموارد المنجمية بالجزائر، وعرض فيلم وثائقي بالمناسبة عن تاريخ المناجم في الجزائر، ومعرض للصور، إضافة إلى عرض لكتاب حول المعادن والموارد المنجمية في الجزائر.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد وزير الطاقة والمناجم، السيد محمد عرقاب، على أهمية الاستراتيجية الوطنية لتطوير والنهوض بالقطاع المنجمي، من خلال تحديد الأولويات الأساسية من اهمها مراجعة الإطار التشريعي، وتوسيع القاعدة المنجمية للبلاد من خلال اعداد برامج للبحث المنجمي.
وأشار السيد الوزير، إلى أن تطوير وتحديث رسم خرائط الموارد المعدنية، وانجاز مشاريع هيكلية كبرى، وتنمية رأس المال البشري، يأتي في إطار البرنامج الذي سطرته الحكومة، طبقا لتوجيهات وتعهدات والمتابعة المستمرة والدائمة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
وذكر الوزير في السياق تنويع وإثراء الاقتصاد الوطني بشكل عام وتطوير القطاع المنجمي بشكل خاص، بهدف توفير المواد المنجمية والأولية للقطاعات الاقتصادية من خلال تنمية المشاريع الهيكلية والاستراتيجية لقطاع المناجم من أجل إنشاءِ صناعةٍ محليةٍ وخلقِ الثروةِ ومناصبِ الشغلِ.
ونوه الوزير، أيضا، إلى ما يقدمه قطاع المناجم في إثراء العديد من الصناعات التحويلية بالمواد المنجمية، لذلك وجب العمل على رفع القيمة المضافة لهذا القطاع الى مستوى أعلى بكثير، فإن تقليص الواردات يوفر للدولة مئات الملايين من الدولارات ويحقق عائدات وقيمة مضافة لمختلف الصناعات كالرخام وكاربونات الكالسيوم والباريت والفلسبات والكاولين والزنك والذهب وغيرها.
وعلى هذا الأساس، أطلقت الجزائر ـ يضيف الوزير ـ برنامجا هاما لتثمين وتطوير القدرات المنجمية لبلادنا من خلال إجراءات ملموسة على غرار الاستغلال الحرفي للذهب في ولايات جنوبنا الكبير وكذا المشاريع الهيكلية الثلاثة الكبرى. وضف على ذلك المشروع الأهم وهو مراجعة القانون المنجمي لتكييفه مع المستجدات التي يشهدها النشاط المنجمي وزيادة جاذبيته للمستثمرين، مع المحافظة على المصالح الوطنية.