حذّر رئيس الجمهورية الجزائرية، السيد عبد المجيد تبون، من “خطر وجودي” يهدد القضية الفلسطينية في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية وتفاقم الأوضاع في الأراضي المحتلة. ودعا في رسالة وجهها إلى القمة العربية-الإسلامية الثانية التي تنعقد بالعاصمة السعودية الرياض إلى اتخاذ خطوات حازمة لدعم الشعب الفلسطيني ووقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة.
وقرأ نص الرسالة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، نيابة عن رئيس الجمهورية، مؤكداً فيها أن الخطر المحدق بالقضية الفلسطينية يتنامى، خاصة مع غياب أي أفق لإنهاء العدوان المستمر في غزة، وتحقيق الاستقرار في لبنان، وإيقاف تصاعد الأنشطة الاستيطانية التي تهدد باندلاع حرب إقليمية شاملة.
النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية خلال القمة العربية الإسلامية
وقال الرئيس تبون في نص رسالته: “بعد مرور عامٍ كامل على طبعتها الأولى، تلتئم القمة العربية-الإسلامية الثانية لتسجل أن الخطر الوجودي الذي يتهدد قضيتنا المركزية يتأكد ويتنامى أمام أعيننا وأمام أعين المجموعة الدولية”.
وتابع: “فلا أُفقَ لوضع حدٍّ لحرب الإبادة الجماعية الدائرة رحاها في غزة، ولا أُفقَ لتحصين لبنان من امتدادها، ولا أُفقَ لوقف تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني وكبح جماحه في إشعال حربٍ إقليمية شاملة. وفوق كل هذا وذاك، هناك خطر تصفية القضية الفلسطينية”.
وأضاف: “تصفية القضية الفلسطينية أولاً عبر تفريغ المشروع الوطني الفلسطيني من مضمونه، بطريقة مدروسة وممنهجة ومُتقنة التصور والتنفيذ”، وأردف: “وتصفية القضية الفلسطينية ثانياً عبر نقض فكرة الدولة الفلسطينية واستبعاد قيامها كشرط محوري من شروط الحل العادل والدائم والنهائي للصراع العربي- الإسرائيلي”.
كما أبرز الرئيس تبون أن القضية الفلسطينية تواجه التصفية، قائلا في هذا الصدد: “تصفية القضية الفلسطينية ثالثاً وأخيراً عبر القضاء نهائياً على مبدأ الأرض مقابل السلام، وسط تشبثِ الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني بوهم تحقيق السلام على مقاسه ووفق أهوائه وأطماعه، دون أدنى مراعاة لما أقرته الشرعية الدولية من ضوابط وأحكام، وفي مقدمتها حتمية إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية”.
بالمقابل، أوضح الرئيس تبون، بأن الجزائر تبذل مجهوداتها لأجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، قائلا: “أمام هذا الوضع المأساوي، فقد عملت بلادي منذ انضمامها لمجلس الأمن على إبقاء الضوء مسلطاً على الدوام على القضية الفلسطينية بصفة خاصة وعلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة”.
وتابع: “وبذات القدر من الالتزام، ستستجيب الجزائر للطلب الموجه لها من قبل قمتنا هذه لإعادة طرح موضوع العضوية الكاملة لدولة فلسطين بمنظمة الأمم المتحدة”.
كما جدد رئيس الجمهورية التأكيد على قناعة الجزائر تبقى راسخة من أنه: “لا مناص أولاً من تكثيف الضغوط على المحتل الإسرائيلي دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً. والعقوبات، على شاكلة تجميد عضوية المحتل الإسرائيلي بالأمم المتحدة وفرض حضر على توريد الأسلحة الموجهة إليه، تظل وحدها الكفيلة بردع هذا الأخير وحمله على وقف حربه على غزة وعلى لبنان، وكذا تصعيده في المنطقة”.
وأضاف: “لا مناص ثانياً من تثمين المكتسبات السياسية والدبلوماسية والقانونية التي حققتها القضية الفلسطينية لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية لتصفيتها وطمس معالمها. والتحالف الدولي من أجل دعم حل الدولتين يمثل خطوة هامة للحفاظ على ثوابت ومقومات الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة”، وتابع: “لا مناص ثالثا وأخيراً من التفافنا صفاً واحداً حول أشقائنا الفلسطينيين وحول أشقائنا اللبنانيين. لأن مستقبل غزة ما بعد الحرب يجب أن يحدده الفلسطينيون في المقام الأول وفي المقام الأخير، وكذلك الأمر بالنسبة لمستقبل لبنان بعد الحرب الذي يجب أن يبقى بين أيدي اللبنانيين وحدهم دوناً عن غيرهم