جنة يعقوبي – محررة بموقع الراصد
حادثة إهانة معلمة إحدى الابتدائيات من قبل والي ولاية وهران تعيد إلى الأذهان الطّريقة التي يتعامل بها الكثير من المسؤولين المركزيين والمحليين مع المواطن، وتعيد النّقاش من جديد عن العلاقة بين المسؤول والمواطن، فما بالك إن كان هذا المواطن يزاول أنبل مهنة وهي تعليم وتربية الأجيال.
والي وهران الذي كان يتوجب عليه الاستماع بجدية للمعلمة التي كانت تشرح له بإسهاب الوضع الكارثي للطاولات والكراسي والأقسام، وعوض أن يفتح تحقيقا في الموضوع ويأمر مساعديه بتزويد المدرسة بالمعدّات اللاّزمة وعلى رأسها الطّاولات؛ حاول الوالي الخروج من الوضع بطريقة أقل ما يقال عنها إنها مستهترة، وبأسلوب سوفسطائي قال للمعلمة إن الادعاء بأنّ الطاولة تعود إلى العهد الاستعماري خطأ، وأنه ليس من حقها هذا الادعاء، وقبل أن تكمل المعلمة حديثها استدار بطريقة غير لائقة وغادر المكان!
إنّ الحرقة التي أظهرتها المعلّمة، وهي تشرح أوضاع مدرستها المتردية لأعلى مسؤول في الولاية، تستحق الإطراء والتّكريم لا الإهانة والتّجاهل..ولا توجد إهانة أكبر من أن يمنح راتب لحارس أو عامل بسيط في شركة تابعة للدولة يفوق راتب الأستاذ والمعلم وحتى البروفيسور في الجامعة!
أمر آخر يجب أن يتوقف فورا؛ هو هذه الزيارات “الكرنفالية” للولاة والوزراء التي غالبا ما تُسخّر لها إمكانيات ضخمة ومواكب تحظى بالمرافقة الأمنية المكثفة، وزردات ..وتستبدل بزيارات عمل وتفقد مفاجئة بهدف الوقوف على النّقائص والاختلالات والكوارث التي يتركها المقاولون خلفهم في مشاريع تكلف الملايير لكنها مغشوشة. أمّا أن يُعلن تاريخ الزّيارة ويُحدد مسار المسؤول والنّقاط التي يزورها ويتم تعبيد الطرقات ليلا وغرس الأشجار ثم تحديد المشاريع المكتملة ليتوقف عندها المسؤول ويتم دعوة الصّحافة لتغطية هذه الإنجازات… كل هذا من مظاهر التخلّف التي يجب أن تتوقّف إذا أردنا بناء جزائر جديدة.